تحتفل مدننا العربية في الخامس عشر من مارس كل عام بيوم "المدينة العربية" ذكرى تأسيس منظمتنا العتيدة في الخامس عشر من مارس في العام 1967م.
في احتفالية يوم المدينة العربية هذا العام الذي يحمل شعار "مدن مستدامة .. تحضر مستدام"، تتقاطر إلى أذهاننا الذكريات والصور الجميلة، التي هيأت لهذه المنظمة الإقليمية العربية، ما تفاخر به أمام مثيلاتها على المستويين الإقليمي والدولي، حيث حققت من الإنجازات ما عزز ثقتنا بأن الطريق الذي سلكناه ورسمناه كان محل تقدير مدننا الاعضاء، ومصدر ثقة واحترام دولنا العربية.
في هذا العام نطوي سنة من مسيرة حافلة بالعطاء، ونستقبل أخرى جديدة، نتمنى أن نسجل فيها من النجاحات ما يساعدنا على دعم المسيرة التنموية التي حققتها مدننا وبلدياتنا العربية في قطاعات وميادين شتى.
في هذا العام نحتفل بمرور(48) سنة على تأسيس منظمة المدن العربية في الكويت، حيث بلغ عدد المؤسسات التابعة للمنظمة ست مؤسسات تعنى بقضايا وأنشطة تتصل بعملية النهوض بالمدينة العربية وساكنيها. وهذه المؤسسات هي: المعهد العربي لإنماء المدن في الرياض وهو الجهاز العلمي والفني للمنظمة، ومركز البيئة للمدن العربية في دبي الذي يهتم بالشؤون البيئية وأبحاثها ودراساتها، والمنتدى العربي لنظم المعلومات في العاصمة الأردنية عمان الذي يعنى بالتكنولوجيا الرقمية والحكومة الإلكترونية، ثم مؤسسة جائزة منظمة المدن العربية في الدوحة التي تعنى بحفز المدن والبلديات العربية على التنافس في قضايا العمران والبيئة ونظم المعلومات وتخضير وتجميل المدن، ثم مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية في تونس التي تعنى بالحفاظ على المآثر التاريخية والمكنوزات الأثرية والهوية العربية الإسلامية للمدينة القديمة، وأخيراً صندوق تنمية المدن العربية الذي يتولى مهمة تمويل المشروعات البلدية الصغيرة في المدن العربية.
هذه المؤسسات لا تتردد عن تلبية احتياجات المدن وطلباتها لرفع كفاءة وأداء كوادرها وأجهزتها، كما لا تتردد في عقد ورش العمل والندوات العلمية والعملية التي قد تحتاجها المدينة أو البلدية العربية في تطوير قطاعاتها ومشروعاتها المختلفة.
ان التواصل الفعال بين منظمة المدن العربية ومدنها الاعضاء، وتعزيز الروابط والشراكات بين الأمانة العامة للمنظمة ومنظمات واتحادات المدن العالمية، إنما هيأ لمنظمتنا حضوراً فاعلاً في أجندات تنموية يجرى التداول والتشاور بشأنها على المستويين الإقليمي والدولي، وخاصةً ما يتصل بالجهود المبذولة، في إضفاء الطابع المحلي على الأهداف الإنمائية المستدامة، فضلاً عن تغيرات المناخ ومعالجة النفايات والمشاركة في الإعداد لمؤتمر الموئل الثالث في العام 2016 والمؤتمرات الأخرى ذات النطاقين الإقليمي والدولي.
ان الظروف الطارئة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها مدن عربية في دول شقيقة، لم تثن منظمتنا عن القيام بمهامها ومسؤولياتها تجاه مدنها الأعضاء، حيث يتواصل عمل مؤسسات المنظمة في عقد الورش والندوات التي تتصل بمكافحة الفقر الحضري والتنمية المستدامة والشباب والمرأة والحكم الرشيد، وجميعها قضايا أساسية تهم المدن والبلديات وسلطات الحكم المحلي في دولنا العربية. فقد سجلت مدن عربية قفزات ملحوظة في قطاعات تنموية مختلفة، وشكلت هذه المدن مناطق تنافس واستقطاب للعديد من المؤتمرات والمهرجانات الدولية كما هو الحال بالنسبة لمدينة دبي، التي فازت بتنظيم المؤتمر الدولي إكسبو 2020، ومدينة الدوحة التي فازت بتنظيم مباريات كأس العالم مونديال 2022.
ان احتفالنا هذا العام بيوم المدينة العربية تحت شعار "مدن مستدامة .. تحضر مستدام" إنما يندرج ضمن توجهات وتحركات مدن العالم نحو إضفاء الطابع المحلي على الأهداف الإنمائية الكبيرة، ونحن على ثقة بأن مدننا العربية لن تكون بعيدة، وإنما هي في صلب هذا التوجه الذي نعمل من أجله ولمصلحتنا جميعاً.
الأمين العام
عبد العزيز يوسف العدساني
15.03.2014