انطلاقاً من الهوية الوطنية والثقافية التي حافظت عليها الخليل منذ القدم وتزينت بألوان تراثية جسدت موروثاً ثقافيا غنيا، تميزت به عبر عصور طويلة, وطورته ليبقى مواكباً للعصر مجارياً للواقع. وجاء تتويج المجلس الحرف العالمي التابع لليونسكو لخليل الرحمن مدينة حرفية عالمية للعام 2016، بعد جهود مشتركة ما بين وزارة السياحة الفلسطينية وبلدية الخليل وعدد من المؤسسات ليعكس الصورة المشرقة للحرف المحلية في المدينة وفتح نافذتها الى العالم.
وعَبر رئيس بلدية الخليل الدكتور دواد الزعتري خلال لقاء صحفي، عن فخره بهذا اللقب الذي استحقته الخليل بجدارة، نظراً لما تحويه من صناعات وحرف ما زالت حية لتكون واحدة من المدن القليلة التي استطاعت توطيد العلاقة ما بين الماضي والحاضر، وتمكنت من الحفاظ على هذا الموروث الثقافي.
وأكد الدكتور الزعتري، أن بلدية الخليل ووزارة السياحة ، عملاتا بتكاتف الجهود على ترشيح المدينة منذ أشهر عدة وعمل متواصل من طواقم العمل تكلل بالحصول على اللقب، بمساهمة عدد من مؤسسات الخليل وأفراد وأصحاب مصانع وورش حرفية. كما اشار الدكتور الزعتري الي حجم التحدي الذي واجه فريق العمل لتسجيل اربع حرف هي الفخار والزجاج والخزف والتطريز ، مما ضاعف حجم الجهد والعمل لتوثيق الحرف وتطورها التاريخي وتقييم واقعها الحالي وابراز مهارات الحرفيين التي تبهر السواح وزوار الخليل بمنتجاتهم الفنية المتعددة الاشكال والالوان والاستخدام دافعاً لزيادة الانتاج وتطويره بما يحقق تطورا اقتصاديا لهذا القطاع في المدينة.
وأشار الدكتور الزعتري، إلى أن تاريخ المدينة الذي يمتد لأكثر من ستة الاف عام قد عزز احقية المدينة باللقب، خاصة وان جذور تلك الحرف تعود لحقب قديمة من تاريخ المدينة ارتبطت بتطورها وازدهارها منذ بدايات تكون دورها الاقتصادي كمركز تجاري في المنطقة وما زالت الحرف التقليدية محركا اقتصاديا هاما لقطاع السياحة في المدينة بالإضافة الى توفيره العديد من فرص العمل لأبناء المدينة.
وبَين الدكتور الزعتري، ضرورة دعم هذا القطاع الحيوي والمحافظة على ديمومته بعد أن حاول الاحتلال الاسرائيلي إلغائه بإغلاق عدد كبير من ورش عمل هذه الحرف في البلدة القديمة ووضع عددا من المعيقات أمام تصنيعها أو حتى تصديرها ما أدى الى ضعف انتاجها وصمودها رغم ذلك .
وقال الدكتور الزعتري :" إننا إذ نفخر بهذا اللقب، فالحرف التقليدية جزء اصيل من هويتنا الوطنية التي نعتز بها ونسعى دوما لحمايتها والحفاظ عليها، كما إنه انجازاً تاريخياً يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي للمدينة ودعم الاقتصاد الوطني وتعزيز صمود البلدة القديمة والحفاظ على الموروث الثقافي .
الناطق الاعلامي
بلدية الخليل
10/9/2016