دخلت مدينة الخليل منظومة المدن الحرفية على مستوى العالم من أوسع أبوابها بعد ترشيحها هذا العام، للقب بمنافسة مع العديد من دول العالم، وفي الخليل اليوم كان الاحتفاء بها بطعم ونكهة أخرى في المركز الكوري الفلسطيني التابع لبلدية الخليل، بحضور دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله و وزيرة السياحة الدكتور رولا معايعه وعدد من الوزراء ورئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري ومحافظ الخليل كامل حميد والاجهزة الامنية وعدد من أمناء سر الاقاليم في حركة فتح وعدد من ممثلي المؤسسات واصحاب المصانع والورش الحرفية ولفيف من المواطنين ، لتتويج الخليل التي عانت وتعاني الأمرين من ضيم الاحتلال إلا أنها أثبتت من خلال تمسكها بموروثها الثقافي والحضاري أنها مدينة سياحية بإمتياز .
وفي كلمته ، أكد رئيس الوزراء أننا سنعمل بأقصى الطاقات، للنهوض بالصناعات التراثية في القدس وغزة أيضا وحمايتها من الاندثار، لما لها من دور وطني وحيوي ليس فقط في تحفيز الاقتصاد، بل وفي إبراز التاريخ والإرث الحضاري الذي تزخر به بلادنا أيضا. وسنواصل تنفيذ المشاريع التنموية والتطويرية في محافظة الخليل، لدعم بقاء وثبات شعبنا فيها والتخفيف من معاناتهم".
وقال: "يحضرني بالغ السعادة، وأنا أشارككم اليوم هذا الحدث الوطني والريادي المميز، لنحتفل معا بالإعلان عن مدينة الخليل، مدينة حرفية عالمية من قبل مجلس الحرف العالمي. فهذا اللقب، الذي تناله لأول مرة مدينة فلسطينية، إنما يبرز عراقة الخليل وثراء إرثها الثقافي والتراثي، ويسلط الضوء على فلسطين الصامدة المميزة بجهود أبنائها، رغم الحصار والجدار والاستيطان الذي يطوقها ويحاول مصادرة مقومات الحياة منها، ونيابة عن فخامة الرئيس الأخ محمود عباس، وباسمي أهنئكم وأهنئ أبناء شعبنا في كل مكان، بهذا الإنجاز الوطني الهام، وأحيي كل الجهود التي تضافرت لضمان نيل فلسطين هذا اللقب والاستحقاق".
وأضاف: "يأتي هذا الإنجاز الذي تنتزعه فلسطين، وسط ظروف صعبة وقاسية يحياها أبناء شعبنا فيها، فإسرائيل تمعن في مخططات التهجير والاقتلاع، وتهدم البيوت والمنشآت والمنازل، وتصادر المزيد من الأرض والموارد، وتحكم خناقها على قطاع غزة، وتحرم أهلنا فيه من أبسط حقوقهم. وهي بهذا كله، إنما تهدف إلى خنق اقتصادنا الوطني ومنع فرص تطوره ونموه، وتجريد شعبنا من الأمل وإرادة الحياة".
وأوضح الحمد الله أنه بحصول الخليل على لقب "مدينة حرفية عالمية للعام 2016"، إنما تنتصر فلسطين مجددا على كل محاولات الإقصاء والتهميش والاقتلاع، وتنتصر الخليل وبلدتها القديمة، على الاحتلال والاستيطان والجدار، ونكرس هويتنا الوطنية الثقافية والتراثية في المحافل الدولية، ونرتقي بحرفنا التقليدية الأصيلة".
من جانبه، اعتبر الدكتور الزعتري ان هذا الانجاز خطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح نحو تعزيز التنمية المحلية واستقطاب السياحية الخارجية والداخلية وفتح الباب مشرعاً امام التصدير الصناعات الحرفية ، ودعا المستثمرين الى التقاط الفرصة للنجاح في مشاريع تصب في ذات الاتجاه، لما للخليل الان من ارضية تعتبر اساساً قوياً لنجاح اي مشروع .
وأضاف الدكتور الزعتري ، حول انتهاكات الاحتلال التي تشكل عائقاً أمام الصناعات الحرفية في البلدة القديمة وجنوب المدينة ، مؤكداً أن الخليل مستمرة في الحفاظ على هذه الصناعات رغم المعيقات التي تواجهها ، مؤكداً أن هذه الصناعات سوف تشكل رافداً أساسياً للدخل ، مشيراً إلى أن البلدية تعمل على انجاز الحديقة التكنولوجية وحاضنات الاعمال التي سوف تساهم بشكل كبير بالحد من نسب البطالة ، ومنح الفرص للطلبة الخريجين واصحاب الابدعات، مقدماً شكره الى فخامة الرئيس محمود عباس لاهتمامه في الخليل ولرئيس الحكومة لاهتمامه ومشاركته هذا العرس .
هذا وعبرت الوزيرة الدكتورة المعايعه ، عن فخرها بهذا الانجاز ، لمدينة عريقة وتاريخية وغنية بموروثها الثقافي والحضاري والتي تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة ، مؤكدةً أن هذا الانجاز ، جاء عقب مبادرة من قبل وزارة السياحة والاثار لترشيح مدينة الخليل لنيل اللقب من خلال شراكة وتعاون كامل مع بلدية الخليل، ومؤسسات المدينة والمحافظة ذات العلاقة .
وأكدت الوزيرة معايعه ، أن هذا الانجاز سوف يساهم في زيادة تسليط الضوء ليس فقط على الحرف التقليدية الفلسطينية وعلى مقومات السياحية الفلسطينية وانما ايضا على الواقع المؤلم والصعب الذي تعيشه الخليل جراء استمرار الاحتلال والاستيطان ، وتابعت الوزيرة معايعه في سياق حديثها ، ان وزارة السياحة والاثار تواصل العمل مع كافة الشركاء لتطوير السياحة الفلسطينية وتعزيزها حيث تعتبر الصناعات التقليدية والحرف اليدوية احدى اهم مقومات الجانب السياحي .
هذا وأثنى محافظ الخليل حميد ، على دور الحكومة لاهتمامها في محافظة الخليل، مؤكداً إلى أن 04/10 سوف يكون يوم خاص من كل عام للاحتفال بهذا الانجاز العظيم ، موضحاً أن الخليل هي التي دفعت الفاتورة النضالية والتي تستحق كل التضحية لما قدمته من شهداء ، متحدثاً عن قرارات مجلس الوزراء الذي عقد جلسته الاخيرة في محافظة الخليل اليوم للمرة الخامسة ، مبيناً ان الحكومة تولي اهتمام في الخليل وخاصة في قطاع الحرف الصناعية ، شاكراً الجميع على جهودهم .
من جهته ، اشاد رئيس غرفة وتجارة صناعة الخليل محمد غازي الحرباوي ، بهذا الانجاز الجديد للخليل، الذي توجه العمل الجماعي، وان مدينة الخليل تبثت بهذه الانجاز انها تستحق كل الدعم والاهتمام، وان صناعة الحرف تعتبر من اهم الصناعات في الخليل وأنهم يعتمدون عليها بالدخل بشكل اساسي .
يذكر أن الحفل تخلل بعض الفقرات الفنية من فرقة سرية رام الله.
الناطق الاعلامي
بلدية الخليل
04/10/2016